بقلم أستاذ الإعلامية أحمد بوعوني
لعب موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك دورا إيجابيا في نجاح الثورة التونسية في الوقت الذي كانت فيه مواقع أخرى إجتماعية محجوبة بقرار سياسي مثل dailymotion و youtube قبل ديسمبر 2010. كما لعب دورا إيجابيا في نشر بعض المعلومات التي أثرت في الرأي العام بصفة أو بأخرى. و بتجاوزه المليار مستخدم أصبح الفيسبوك الموقع الإجتماعي الأول في العالم استخداما. و كغيره من وسائل الإتصال الحديثة فللموقع الشهير facebook إيجابياته و سلبياته و لكننا سنركز على ما يفيد المستخدم من إطار تدريس أو طالب علم أو كذلك ولي في العملية التربويّة.
منذ قمت بالتسجيل في هذا الموقع في جانفي 2009، و في الوقت الذي كان عدد المستخدمين متواضعا كان البعض من تلاميذي في سنوات التاسعة أساسي خاصة يستخدمون الفيسبوك و يبعثون مطالب الصداقات و كنت من الرافضين لأي مطلب غير معروف و لم أكن من محبي الدردشة رغم يقيني أن العملية التربوية لا تقتصر على القسم و يمكن أن تغير نمط تفكير شخص آخر خاصة بين التلاميذ.
و لهذه الأسباب و غيرها قررت أن يكون استعمالي للفيسبوك تربوي بالأساس فبدأت أبحث عن ماذا يمكن أن أستغله فوجدت :
- تبادل الكتب الإلكترونية
- تبادل الوثائق و المراجع في مختلف المواد
- التعرف على زملاء لم تكن لنا الفرص لمعرفتهم من قبل و الإستفادة من نشاطاتهم و خبراتهم في مختلف المجالات و بهذه المناسبة أذكر خاصة د. مصدق جليدي دكتور في علوم التربية، الدهماني اللجمي أستاذ أخذ على عاتقه ملف الترقيات الآلية، الأستاذ المولدي الصغير صاحب كتاب دليل الأستاذ، و غيرهم من من لا أعرفهم سوى عن طريق الفيسبوك
- التنسيق لأي تظاهرة عبر Les événements
- المشاركة في سبر الآراء Questions
- التعرف على آخر الأخبار التربوية و أحدثها عن طريق الصفحات و المجموعات التربوية
- ...
و مما شجعني أكثر على استعمال الفيسبوك في العملية التربوية هو استعمال تلاميذي لهذا الموقع خاصة في السنوات الأخيرة. ففي سنة 2000 كنت أطرح السؤال التالي على تلاميذي من سنوات الثالثة ثانوي : من منكم يعرف الإعلامية ؟ فلا أجد سوى 2 أو 3 تلاميذ في القسم الواحد على أقصى تقدير من من توفر لديه حاسوب بالمنزل أو من كان ينشط في دار الشباب بالسند. و مع تعميم الإعلامية في المؤسسات التربوية و ادراجها في سنوات التعليم الأساسي و كذلك سنوات الخامسة و السادسة ابتدائي أصبحت أطرح السؤال على تلاميذي في مدينة سوسة من منكم لا يعرف الإعلامية ؟ فلا أجد سوى 2 أو 3 تلاميذ في القسم الواحد من لم يدرس في المدارس الإبتدائية بسوسة المدينة. و في بداية هذه السنة الدراسية قمت بسبر آراء لتلاميذ السنوات الثامنة أساسي أول سؤال فيه : هل لديك حساب فيسبوك ؟ فكانت النتيجة أن أكثر من 95 بالمائة يستخدمون موقع الفيسبوك و عند ترك حيّز من الزمن في آخر الحصة لإكتشاف قدرات التلاميذ في استخدام الحاسوب و الأنترنات أجد الثماني حواسيب الموجودة في القاعة تستخدم نفس الموقع فيسبوك.
الآليات
كيف أستعمل الفيسبوك في العملية التربوية ؟
قمت بالتجربة في بداية من السنة الدراسية 2012-2013 و كذلك في هذه السنة الدراسية
- قمت بانشاء مجموعة سرية أضفت فيها تلاميذي الذين يجب أن يكونوا ضمن قائمة أصدقائي و بعض الزملاء الأساتذة المتطوعين من إختصاصات مختلفة
- كل النشاطات التي سأقوم بها في الأسبوع الجديد أقوم بوضعها في المجموعة في بداية الأسبوع ليتكمن التلميذ من تحضير ما يمكن تحضيره للدرس
- كل تلميذ له حساب يضع ملفاته في هذه الموجوعة التي هي عبارة عن وسيلة لخزن المعلومات support de stockage و هو الدرس الأول في برنامج الإعلامية لسنوات الثامنة أساسي.
- نشر الفروض و التمارين الموجودة في الكتاب المدرسي
الإيجابيات
- أصبح للتلميذ القدرة على استكمال عمله خارج القسم دون الحاجة لفلاش ديسك أو غيره
- الدردشة بين التلاميذ في المسائل المتعلقة بالدرس تسهل عملية الشرح و تصحح الأخطاء أكثر من النقاش داخل القسم المقيد بالزمن
- يقوم التلميذ بجميع التمارين الخاصة بدرس الأنترنات لسنوات التاسعة أساسي (téléchargement des fichiers)، و يكون قادر على استوعاب هذا الدرس لاحقا بسهولة تامة
- أصبح للأستاذ الفضاء الرقمي الذي يعرف به إحصاء التلاميذ في اجابتهم من خلال طرح الأسئلة question و التعرف على إجابات التلاميذ
الصعوبات و كيفية تجاوزها
- أهم عائق وجدته في استخدامي لمجموعة سرية هو عدم امتلاك التلميذ لحساب على الفيسبوك لعدة أسباب فلم أجد أفضل من انشاء صفحة و أن أغير خصائصها paramètres
Visibilité de la Page : Annuler la publication de la Page décochée
و أن أختار لها عنوانا سهل الحفظ
و بدأت في نشر كل ما أدرسه في هذه الصفحة التي لا تجبرك على أن يكون لك حساب في الفيسبوك حتى يتسنى للتلميذ الغائب و للولي التعرف على محتوى الحصة
مثال درس Les supports de stockages لسنوات الثامنة أساسي في صفحة المدرسة الإعدادية نهج السودان بسوسة
أو فرض منزلي : Pour les élèves de 8ième : Devoir à la maison n°2
في صفحتي الشخصية
- أما أكثر الصعوبات هي عدم قدرة التلميذ التواصل عن بعد لأسباب مادية بالأساس : عدم امتلاك حاسوب، الصعوبة في التنقل و استغلال الفضاءات العامة للأنترنات، ... و هنا لا يمكن أن يكون الفيسبوك ملزما في شيئ و هو لا يعدو أن يكون فضاءا إضافيا لتسهيل إيصال المعلومات.
- الحسابات المخترقة : كثيرا ما تكون عملية اختراق الحسابات سهلة بالنسبة للمبتدئين في استعمال facebook و لا توجد طريقة تمنع آليا الحسابات المخترقة من النشاط في المجموعة و تبقى الرسائل الإلكترونية بالحسابات الجديدة الوسيلة الوحيدة للإعلام و التصدي و حذف الحساب المخترق.
الخلاصة
إن كان لمواقع التواصل الإجتماعي سلبياته فإن إيجابياته أكثر إذا أحسنا استغلالها خاصة في العملية التربوية، و لقد وجدت هذا الموقع محفزا رئيسيا لتسهيل تدريس مادة الإعلامية وفق البرنامج الرسمي
إن كان لمواقع التواصل الإجتماعي سلبياته فإن إيجابياته أكثر إذا أحسنا استغلالها خاصة في العملية التربوية، و لقد وجدت هذا الموقع محفزا رئيسيا لتسهيل تدريس مادة الإعلامية وفق البرنامج الرسمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق