الأحد، 1 نوفمبر 2015

في 2016 التسيير الإداري التربوي بمنظومة الخمسينات

بقلم أحمد بوعوني. رغم ما شهده العالم من تطور في تكنولوجيات المعلومات والإتصال، ورغم بعض الأرقام الورديّة التي تظهر من حين لآخر تبيّن أننا ”البلد لأول في افريقيا وفي العالم العربي وحتى في العالم“ الا أن مظاهر تخلفنا عن هذا الركب التكنولوجي تظهر يوما بعد يوم من خلال طرق تسيير اداري متخلفة وعدم استثمار ما نملكه من بنية تحتية تكنولوجية على تواضعها. فالأرقام التي تشير إلى أن جميع المؤسسات التربوية مرتبطة بشبكة الأنترنات بما في ذلك الإدارات الجهوية والمركزية تتناقض مع مدى استغلال هذا المعطى فالموظف الذي ينتمي الى وزارة التربية مثلا:
1.      مثال 1: تراه مجبرا على تقديم مطلب لإستخراج بطاقة خدمات ثم سماع العبارة التي تعود الى ما قبل الخمسينات "أرجع غدوة". لماذا ؟ لأن الوزارة لا تملك تطبيقة على النات تمكن من الإنتفاع بهذه الخدمة
2.      مثال2: في مناظرة الترقية الإستثنائية لأساتذة التعليم الثانوي من رتبة أستاذ تعليم ثانوي إلى رتبة أستاذ أول. الأستاذ مطالب بتقديم نسخة مطابقة للأصل من شهادة الأستاذية. لماذا ؟ لأن قاعدة بيانات الموظفين لا يمكن أن يظاف اليها معلومة ثابتة ثبات الإسم واللقب وتاريخ الميلاد والمعرف الوحيد على غرار المعطيات التي يسجلها مستخدم جديد في موقف وكالة التعاون الفني مثلا
3.      مثال3: هل يمكن للموظف استخراج بطاقة خلاص من الأنترنات مثل ما وفرته وزارة العمل السعودية لموظفيها ؟ طبعا لا. لماذا؟ سيجيبوننا بكلام حول السلامة المعلوماتية وحماية المعطيات الشخصية وكأن استخلاص الفاتورات والتسجيل الجامعي عن بعد لا يتطلبان سلامة للعمليات المالية المستخدمة على الخط
4.      مثال4: تصدر بين الحين والآخر نصوص قانونية ترفضها النقابات والقواعد مما تثير جدلا وعدم استقرار في العديد من المجالات. ألا يمكن أن يكون لوزارة التربية خدمة على الخط تمكن الموظفين من الدخول برقم سري وكلمة عبور وابداء الرأي والمشاركة في سبر الآراء قبل اصدار أي قرار حتى يكون للوزارة أدق الأرقام بالحجة لتمرير مشاريعها الإصلاحية
5.      مثال5: هل يمكن لأعلى مسؤول جهوي معرفة ما يوجد في مخازن المؤسسات التربويّة في أقل من دقيقة واحدة بل هل يمكن للمسؤول عن المغازة في المؤسسة الإجابة عن نفس السؤال. طبعا لا. لماذا؟ لأن طريقة العمل اليدوية تعرقل تحديد الموجود والناقص.
6.      مثال6: هل يوجد برنامج موحد لوزارة التربية للتصرف في المكتبات المدرسية. بل كم من مؤسسة تسخدم مثل هذه التطبيقة حتى وان كانت محليا.
يذكر أن في الخمسينات لا يوجد حواسيب ولا انترنات ولا هواتف ذكية.
يذكر أن في الخمسينات كانت الإدارة تعول على العنصر البشري فقط لتسسيرها.
يذكر أن في الخمسينات يتم التصرف في المخزون وفي المكتبات داخل المؤسسات التربوية بالطريقة اليدوية فما الذي تغيّر ؟ لا شيئ في العديد منها.

الأمثلة عديدة وقاطرة التطور التكنولوجي تجري بأقصى سرعة دون تأخير ودون انتظارنا. فمتى نشهد مثل هذه القاطرة في بلدنا أم عشقنا "للكار الصفراء" هو رمز وفاءنا للتخلف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق