JS : على إثر المقال الصادر بتاريخ الخميس 11 أكتوبر 2012 في حدود الساعة الحادية عشر والنصف صباحا بموقعكم بعنوان “صفاقس: هل من حقّ المُعلم جمع الأموال من التلاميذ؟” والذي صورتم فيه المربي عموما والمعلم خصوصا وكأنه متحيل على تلاميذ صغار يجمع منهم الأموال ليضعها في جيبه، أود أن أعلق بما يلي:
سأكون “شجاعا” لأعترف بأن هذه الفئة من المعلمين –ومع كل أسف- موجودة تماما مثلما هي موجودة في سائر القطاعات، ولكن ذلك ليس بالقدر الذي صورتموهم به والشاذ يُحفظ ولا يُقاس عليه. وحتى إن كان الأمر كذلك، ألم يكن من الأجدى أن نتوجه للمعنيين بالأمر –وهم فئة محدودة جدا- لنحاول إثنائهم عن تصرفاتهم بالنصح أولا و بالردع ثانيا؟!! هل من المفيد أن نشهر بمن قال فيهم الشاعر “قم للمعلم ووفه التبجيل … كاد المعلم أن يكون رسولا”؟؟!!
ومن ناحية أخرى، أود أن أوضح لكم أن القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي الصادر في جويلية 2002 ساوى بين المدرسة الابتدائية والمدرسة الإعدادية والمعهد في جميع الفصول، باستثناء الفصل الـ35، لتعيش المدرسة الابتدائية على هبات التلاميذ وأوليائهم والأسرة التربوية وبعض الجمعيات لمجابهة المصاريف اليومية الكثيرة من مواد تنظيف وأوراق طباعة وتعهد القاعات ودورة المياه (إن وُجدت) وغيرها… مراجعة هذا الفصل مازالت إلى اليوم محل كر وفر بين النقابة العامة للتعليم الأساسي ووزارة التربية التي يبدو أنها لم تقتنع بعد بضرورة تكريس وجود المدرسة الابتدائية كمؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية تتمتع بالشخصية القانونية والاستقلال المالي.
أما عن تزويق القسم، فأنا أستغرب كيف لا دخل للتلميذ فيه وهو الفضاء الذي يقضي فيه أكثر من نصف يومه، لذا فمن الضروري أن يكون مريحا ومُحفّزا له ومن المفيد أن يساهم في تأثيث أركانه حتى يشعر بالانتماء له.
هذا الفضاء استكثر صاحب المقال مبلغ 30د من أجل تغليفه وتعليق اللوحات الترسيخية به والعناية بجماليته، في حين أن المبلغ يفوق ذلك بكثير خاصة وأن المصاريف متواصلة طوال العام الدراسي.
حين أضرب المعلمون في ماي الماضي من أجل جملة من المطالب من بينها الترفيع في منحة العودة المدرسية باعتبار انه الموظف الوحيد الذي يُنفق على عمله من جيبه الخاص، اتهمنا الجميع أو لنقل البعض بالأنانية والانتهازية، في حين أن الواقع ينفي ذلك تماما.
مزيد من التروي في إطلاق الأحكام أرجوكم…
سليم القسمطيني
تعقيب موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس
شكرا على تفاعلكم مع ما ينشر في الموقع ونودّ أن نشير أنّ المقال المذكور طرح تساؤلا ولم يتهم أي طرف ثم لابدّ أن نؤكدّ أننا في موقع الصحفيين لا نعممّ ولا نكتب من عدم أي بمعنى أن لولا تشكيات أولياء وتذمراتهم ما كنّا لنتطرق إلى هذا الموضوع والأكيد أن ظاهرة إلزام التلاميذ في المدارس الإبتدائية خاصة بشراء كتب ألفها المعلم وغير مدرجة في قائمة الكتب الرسمية أمر لا يمكن نفيه وهو بصراحة يُثقل كاهل الولي الذي يمرّ بأسوأ فترة في حياته مع إغراقه في مصاريف لا نهاية لها فارحموا الأولياء الفقراء خاصة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق