الأربعاء، 20 يونيو 2012

نتيجة «التسريب» والظروف الأمنية : هل تتأثّر مقاييس اصلاح الباكالوريا ومردودية تلاميذنا؟

الشروق: يواصل آلاف الاساتذة عملية اصلاح امتحانات الباكالوريا في حوالي 30 مركزا بكامل أنحاء الجمهورية... امتحانات جرت في وضعية أمنية استثنائية فيما يسمى بباكالوريا «سنة 2 ثورة»... وبعد ما جرى من تسريب لمواضيع وطرح من تساؤلات

أسئلة عديدة تدور حول تأثر مردودية تلاميذنا بالظروف التي أحاطت بالامتحان، وامكانية التساهل في عملية الاصلاح خاصة مع ما عاشه الممتحنون من ظروف خاصة... أو ربّما قد تتحوّل نتائج الباكالوريا الى عامل ضبط نفسي في يد السياسيين كما يرى آخرون.
«الشروق» طرحت جملة هذه الاسئلة على المختصين.

بداية الحديث كانت مع السيد عبد الحفيظ العبيدي المدير العام للامتحانات الذي قال ان عملية اصلاح مواضيع الباكالوريا تتم في مراحلها الاخيرة، وقد تم الانتهاء أوّل أمس من اصلاح مادة الانقليزية ومادة التاريخ والجغرافيا والمواد الفنية والتربية التشكيلية.

نتيجة واعلان

بين السيد عبد الحفيظ العبيدي المدير العام للامتحانات أن تاريخ اعلان نتيجة الباكالوريا وهو فرضيا ومبدئيا يوم 23 جوان يمكن أن يتغير ما لم تتم عملية الاصلاح كما يجب.

وأضاف أن هناك امكانية لأن لا تصدر النتيجة في ذلك اليوم، فاعلان النتيجة مرتبط بانتهاء الاصلاح ويجب ان يكون الاصلاح جيّدا. وبالتالي فإن النتيجة مقترنة بمواعيد الانتهاء من الاصلاح.

ويقوم آلاف الاساتذة بالسهر على اصلاح الامتحانات في 30 مركزا.

اصلاح ومرونة

أكّد السيد عبد الحفيظ العبيدي أن اصلاح الامتحانات يخضع الى مقاييس، وأن الاستاذ يقوم بعملية الاصلاح حسب المقاييس التي تم اعدادها من طرف اللجان المختصة ووضعت اللجان مقاييسها في الاصلاح منذ شهر افريل.

أما فيما يتعلق بهامش الاجتهاد لدى الاساتذة في عملية الاصلاح وامكانية تطويعهم للمقاييس خدمة لورقات الاصلاح وقصد اعطاء مزيد من الليونة في اسناد النقاط نتيجة لما عاشه التلاميذ من ظروف وأحداث أمنية وغيرها في باكالوريا هذا العام، فقال المدير العام للامتحانات انه يمكن للثلاثين لجنة المجتمعة يوم الامتحان مناقشة وقراءة المقاييس ويمكن اقتراح تعديلات في مقاييس الاصلاح. كما يمكن تجريب المقاييس على تحارير المترشحين واقتراح بعض التعديلات.

أما فيما يتعلق بباكالوريا هذا العام فأكد محدثنا انه لا وجود لتسهيلات في الاصلاح وأن عملية الاصلاح لم تأخذ بعين الاعتبار المستجدات في ظروف الامتحان من ظروف امنية وتسريب امتحانات وضغوطات نفسية على الممتحن. وقال ان عملية الاصلاح عملية بيداغوجية لها مقاييس واضحة وتطبيق هذه المقاييس في الباكالوريا أمر ضروري حتى لا تفقد الباكالوريا مصداقيتها، ويسهر المراقبون على تطبيق المقاييس المتفق عليها في امتحان وطني له قيمته.

من جهة أخرى قال المدير العام للامتحانات إن النجاح يجب ان يكون لمن يستحق النجاح، وأضاف أنه على الأجيال الناجحة في باكالوريا الثورة الافتخار بقدرتها على العمل والنجاح وسط ظروف وطنية وأنه سيكون للنجاح ولباكالوريا «الثورة 2» طعم خاص واعتبر ان بعض الاشاعات والأقاويل من تساهل في الاصلاح بسبب الظروف الأمنية أو التسريب أو التسييس هو جزء من ارباك وتشويش العائلات والتلاميذ.

تأثير نفسي

قصد مزيد معرفة مدى تأثير الظروف الامنية وعملية تسريب الباكالوريا على نتائج الامتحانات اتصلنا بالسيد رضا بن ساسي وهو خبير عالمي في التربية والذي أكد أن الاستعداد النفسي للتلميذ هو استعداد من أوّل السنة إضافة الى استعداد الأيام الاخيرة من المراجعة. وقال ان التلميذ الذي استعد منهجيا من أول السنة لن يعاني من الظروف الطارئة أو من العثرات كما لن يعاني صعوبات.

وأضاف الدكتور رضا بن ساسي أن الهشاشة النفسية هي عامل يتميز به الطفل او المراهق والشاب فهو في فترة احساس بتحمل المسؤولية وفي فترة تكوين الهوية والجدية وهو قادر على تجاوز كل هذه الظروف.

وأكد محدثنا أنه لا تأثير للظروف الخارجية على مردودية التلميذ وعلى النتائج، ملاحظا أنه على العائلة والاطار الذي يحيط بالتلميذ تشجيع تلاميذ الباكالوريا وعلى الاعلام عدم تهويل الأمور، واعتبر أن امتحان الباكالوريا يتم التحضير له من بداية السنة.

من جهته قال الدكتور عماد الرقيق مختص في علم النفس انه ولحسن الحظ كانت الظروف الأمنية المتعكرة في يومين فقط واعتبر أنه لا يمكن الجزم بتأثير هذه الظروف على المردودية للتلاميذ، فنتيجة الامتحان تحكمها مدى استعداد التلميذ منذ أول السنة الدراسية.
في المقابل لم ينف الدكتور عماد الرقيق أهمية الهدوء والسكينة في توفير أجواء مريحة للانتاج وعند اجتياز الامتحان.
ابتسام جمال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق