الأربعاء، 21 مايو 2014

الشيوخ لم يستوعبوا دور الفيسبوك بعد. بقلم أحمد بوعوني

رغم أن الفيسبوك لعب دورا هاما في التعريف بأحداث ثورة الحرية و الكرامة و كانت الصفحات و المجموعات تدعو و تنشر و تفضح الممارسات القمعية لمختلف أجهزة النظام البائد و هو ما لم يكن يتوفر لثورة الحوض المنجمي حين كانت الجزيرة و قناة Arcoiris الوحيدتين اللتين تغطيان الأحداث و كان youtube و dailymotion مصدر الفيديوات و الأخبار مغلقان في تونس و كذلك المواقع المعارضة السبيل نواة fdtl و pd ... كانت الطريقة الوحيدة استعمال proxy المستعمل من طرف القليل و القليل جدا من مستخدمي الأنترنات في تونس.
إلا أن العديد من السياسيين و المسؤولين لم يستطيعوا الإلتحاق بعد بركب التكنولوجيات و وسائل الإتصال الحديثة و لم و لن يفهموا ما يمكن أن يحدث في بعض دقائق إثر تداول خبر مهما في إحدى صفحات التواصل الإجتماعي، صحيحا كان أو إشاعة، لأنهم ببساطة يجهلون استخدام الحاسوب و لهم عداوة مع هذه الطرق الجديدة التي سحبت منهم بساط العارف الوحيد بالمعلومة الذي كنا نترقبه ليسرد علينا كواليس إجتماع الأسبوع الفارط.
أما في وقتنا هذا فأصبحت الكواليس على مرمى آلات التصوير و أصبحت الأحداث تنسق في المجموعات المفتوحة و المغلقة و السرية (هذه المصطلحات لن يفهمها من لا يفقه استخدام الفيسبوك) و من أبرزها :
سياسيا
- القصبة 1 و 2
- اجتماع السبسي و حمادي الجبالي في قصر الحكومة
- اجتماع راشد الغنوشي و حديثه عن الجيش
تربويا
- تحرك أساتذة الإعلامية بقفصة من أجل المطالبة بحقوقهم في صرف منحة البكالوريا التي لم يتمتعوا بها منذ 3 سنوات
- تحرك الأساتذة المشاركين في مناظرة الترقية الآلية دورة 2012
هذه التحركات التي كانت من المفروض أن تقوم بها النقابات الأساسية، الجهوية و حتى النقابة العامة تم برمجتها و تنسيقها عبر الفيسبوك و سلطت عليها الأضواء بعض وسائل الإعلام مما أجبر من كان من المفترض أول المدافعين عن هذه الملفات على التحرك و تبني المطالب المشروعة بخطوة إلى الأمام و عشرة إلى الوراء.

في الوقت الذي بلغ فيه عدد مستخدمي الفيسبوك 3.5 مليون تونسي و هو الأول على الأقل في الدول العربية، لم نجد بعد المسؤولين الذين يتفاعلون مع التحركات بنظرة واعية لما يجري بل نجدهم يتهمون هذا و ذاك بانتماءات حزبية و تنفيذ أجندات معروفة و يكيلون التهم النوفمبرية مثلما كان يفعل النظام السابق.

لقد عرى الفيسبوك ورقة التوت على عديد الملفات التي كان مسكوتا عنها و لكن الشيوخ مازالوا في طغيانهم يعمهون و إن غدا لناظره قريب



و هو ما يؤكده مقال في جريدة الشروق في 30 أفريل 2014
3.4 ملايين تونسي مدمنون عليه:الفـــايـــس بـــوك والخطـــر الـــداهـــم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق