الأربعاء، 21 مايو 2014

إدماج تكنولوجيا المعلومات و الإتصال في الإدارة التربوية أساس الإصلاح. بقلم أحمد بوعوني

I. في مستوى محلي : المؤسسة التربوية

1. مكتب الضبط
ما هي أهم الصادرات في شهر أكتوبر مثلا ؟ ما هي أهم الواردات خلال الثلاثي الثاني من الخمس سنوات الأخيرة ؟ ما هي الواردات الخاصة بأساتذة الإعلامية مثلا خلال السنة الدراسية ؟ أكيد مثل هذه الأسئلة لن يستطيع العون الإداري الإجابة عنه بالدقة و السرعة اللازمتين لأخذ القرارات في غياب منظومة إعلامية تساعد مدير المؤسسة من متابعة المراسلات

2. المكتبة المدرسية 
لا تزال المكتبة المدرسية، إضافة إلى افتقارها إلى مراجع حديثة، تفتقر لبرنامج خاص بالتصرف في المكتبة رغم وجود العديد البرامج المجانية على الأنرنات أو حتى وجود ملف Excel يساعد على التعرف على أهم نشاطات المكتبة. كما يمكن أن يساعد البرنامج خاصة إذا كان مربوطا بشبكة معلوماتية تربط بين المؤسسات التربوية و المندوبيات و كذلك الوزارة من تقديم جرد حيني لكافة المراجع في كافة المكتبات.

3. التصرف في المخزون في المؤسسات التربوية
غياب لمنظومة موحدة للتصرف في مخزون المؤسسات التربوية و الإعتماد على الطريقة اليدوية في كافة المؤسسات التربوية تقريبا مما يتيح فرصة التلاعب بالمخزون و لا يمكن متابعة الإحصائيات الدقيقة للداخل و الخارج للمغازة

4. بطاقة الإرشادات
في كل سنة يطالب الموظف بتعمير بطاقة إرشادات يستغرق على الأقل 10 دقائق فضلا عن إمكانية الخطأ لكثرة المعلومات الواردة بها

5. النتائج المدرسية
بدأت تجربة إعلام الولي بالإرساليات القصيرة في بعض المؤسسات التربوية و التي لا يتعدى عددها أصابع اليد، هذه التجربة يمكن أن تعمم في أقل من سنة على كافة المؤسسات التربوية و ستساهم بشكل كبير في تنقية الأجواء خاصة في علاقة الولي بالمؤسسة التربوية


II.  في مستوى جهوي : داخل المندوبية الجهوية للتربية

1. بطاقة الأجر
يتطلب الحصول على هذه الخدمة التنقل على عين المكان إلى المندوبية الجهوية للتربية، و رغم وجود منظومة إنصاف في كافة المؤسسات العمومية إلا أننا لم نتمتع بعد بهذه الخدمة عن بعد. هذه الخدمة إن توفرت فإنها ستقلص للوزارة نفقاتها خاصة في الورق و الكهرباء و الحبر و خاصة ساعات عمل الموظف و الإكتظاظ داخل المندوبية 

2. بطاقة خدمات
عندما يطلب من المدرس في إحدى المناظرات بطاقة خدمات فإنه يتنقل إلى المندوبية الجهوية التي تبعد أكثر من 100 كلم في بعض المناطق ليقدم مطلبا في بطاقة الخدمات و إن كان سعيد الحظ سينتظر نصف يوم على الأقل إن لم يقال له "أرجع غدوة" لغياب منظومة إعلامية تسدي هذه الخدمة آليا. فالعون الإداري يرجع إلى ملف الموظف و يستعمل Microsoft Word و ربما آلة حاسبة ليحسب عدد الأيام و الأشهر و السنوات في كل المراحل المهنية للموظف

3. الأمراض المزمنة
إذا سألت العون المكلف بملفات الأمراض المزمنة عن وضع الملفات التي بعهدته و كيفية التصرف فيها فإنه في الأحسن الأحوال سيقول لك ان جميع الملفات مسجلة في ملف واحد من نوع word و أنه يبحث يدويا على المعطيات الخاصة بالمعنيين بالأمر

4. الإحصائيات و التقييم الثلاثي و السنوي
رغم تواجد منظومة eduserv في كافة المؤسسات التربوية و رغم ثراء هذه المنظومة لما تقدمه من إحصائيات حسب المواد و المستويات و المعدلات إلا أن إستعمال هذا البرنامج يبقى محليا لا يتعدى الحاسوب الذي يستخدمه العون الإداري لتنزيل الأعداد

III.  في مستوى وطني : الوزارة

1. الحضور في الإمتحانات الوطنية
تسجيل حضور كافة الأعوان بالمؤسسة التربوية خلال مناظرة البكالوريا مثلا و تسجيل الغيابات يتم في العديد من المؤسسات بطريقة يدوية على ورق عادي بخط اليد مما يجعل اسم العون يعاد كتابته في أكثر من ورقة و هو ما حصل مثلا في السنة الدراسية 2011-2012 في إحدى المؤسسات التربوية بولاية سوسة. و لعل تأخر إسناد المنحة الخاصة بمراقبة امتحانات الوطنية سنويا إلى ما بعد شهر مارس من السنة الدراسية المقبلة لخير دليل على ذلك. و يبقى أساتذة الإعلامية بولاية قفصة أكثر المتضررين من غياب مثل هذه التطبيقة نظرا إلى عدم صرف منحة مراقبة إمتحان البكالوريا التطبيقية في الإعلامية منذ ثلاث سنوات إلى حد كتابة هذه الأسطر

2. النقل و المناقلات
يلتجأ طالبي النقل لكافة المواقع الإلكترونية الخاصة و صفحات التواصل الإجتماعي و على سبورات المؤسسات التربوية و المندوبيات الجهوية و مقرات الإتحاد العام التونسي للشغل لتعليق طلب مناقلة. أما طلب النقلة فلا يستطيع أن يعرف المدرس خاصة ما إذا كان له الحظ في نقلة إلى مندوبية أو لا لغياب نشر الشغورات و المطالب الحينية قبل البت في حركة النقل الوطنية و كذلك لعدم توفير الوزارة لموقع رسمي لهذه الخدمة

تبقى هذه الأمثلة دليلا على وجوب إدماج تكنولوجيا المعلومات و الإتصال في الإدارة التربوية و عدم الإكتفاء بتقديم إحصائيات حول عدد الحواسيب داخل المؤسسة أو الإفتخار نسبة 100 بالمائة لربط المؤسسات بالشبكة العنكبوتية. فهذه المعطيات هي القاعدة لبناء منظومة إعلامية حديثة ستساعد حتما في التجديد و البحوث التربوية

في الحديث عن الإصلاح التربوي سنجد أطروحات و بحوث و دراسات تهتم بهذا الموضوع لكن كل الدراسات في كافة مجالات الإصلاح تستند أساسا إلى الإحصائيات، و الإدارة التربوية الحالية لا يمكن لها أن تقدم الإحصائيات بالدقة و السرعة اللازمتين لغياب العديد من المنظومات الإعلامية اللازمة و خاصة عدم إستغلال شبكة الأنترنات لتسهيل التواصل بين الإدارة و الموظفين و الأولياء بالأساس و كافة المتدخلين في الشأن التربوي.

أحمد بوعوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق