الشروق : عاشت صباح أمس العائلات التونسية يوما يتكرر في كل سنة، يوم افتتاح السنة الدراسية. وقد أجمع العديد ممن التقتهم «الشروق» على التفاؤل والرضا على الاجواء التي تمت فيها هذه العودة وذلك رغم كثرة الهواجس والمخاوف التي تطبع الوضع بالبلاد.
ميّزت الأجواء الاحتفالية والفرحة بلقاء الأصدقاء والمربين العودة المدرسية لهذا العام.. أطفال من مختلف الأعمار رؤيتهم تبهج القلوب بملابسهم الجديدة وميداعاتهم بألوانها الزاهية بعضهم يجرّ محفظة وآخرون يحملونها على أكتفاهم يتنقلون في أبهى حللهم بين منازلهم والمحاضن المدرسية ومدارسهم او معاهدهم في جماعات يتبادلون الحديث عن العطلة التي طالت. وقد سبقهم الشوق لقاعات الدرس.
بعض المارة من غير الأولياء توقفوا لملء عيونهم بهذا المشهد الرائع وليتذكر كل منهم يومه الأول في المدرسة وما تبعه من فرح وأحيانا بكاء وخوف من تجربة مجهولة.
بعض المارة من غير الأولياء توقفوا لملء عيونهم بهذا المشهد الرائع وليتذكر كل منهم يومه الأول في المدرسة وما تبعه من فرح وأحيانا بكاء وخوف من تجربة مجهولة.
التلاميذ الجدد
التلاميذ الجدد تعلّقوا بأذرع آبائهم ومشاعرهم متناقضة بين الفرح والخوف من بينهم علاء كان يبكي خائفا لكن سرعان ما تبدد الخوف واستبدله بالاستغراب من وجود هذا الكم الهائل من أترابه يتبادلون القبل والعناق.. تقول عمته سنية لـ «الشروق»: غاب والداه خوفا من لحظة الفراق ودخوله القسم وحضرت معه في يومه الأول عوضا عنهما وها انا أختفي عن نظره وأرقبه من بعيد، وغير بعيد عنه رأينا التلميذة الصغيرة آية كانت سعيدة بيومها الأول في المدرسة لكن رؤية بعض أترابها في القسم يبكون جعلتها تشعر بالخوف لكن والدتها خلف باب القسم كانت تبتسم لها وتشجعها طمأنتها بأنها ساعات قليلة وستعود اليها وتنقلها الى المنزل..
تجربة جديدة
اسلام في السنة الخامسة أساسي لكنها انتقلت من مدرسة نهج بولونيا الى مدرسة نهج مرسيليا كانت متعلقة بذراع مربيتها في الحضانة المدرسية. وقد لمحنا «الغربة» والخوف في عينيها سألناها هل وجدت «أصدقاء جدد فأجابت ببراءة: نعم وجد صديقة رائعة» لكن ملامحها لا تعكس كثيرا ما تقوله.
سعادة
أما آية فهي في السنة الخامسة ايضا كانت سعيدة بلقاء صديقتها المفضلة مريم تقول إنها سعيدة بأصدقائها الذين لم ترهم طيلة الصائفة وبأدواتها المدرسية وملابسها الجديدة.
مريم بدورها سعيدة بصديقتها وبتسريحتها التي بذلت والدتها طيلة الصباح في اعدادها تماما ككل الأمّهات.
مريم بدورها سعيدة بصديقتها وبتسريحتها التي بذلت والدتها طيلة الصباح في اعدادها تماما ككل الأمّهات.
غياب المربين
غير بعيد عن المدرسة التقينا بمحمد وجهاد وأترابهما أمام المدرسة الاعدادية بمرسيليا سألناها عن شعورهما فأجابا «نحن سعداء بالعودة الى مقاعد الدراسة لكن جل المربين تغيبوا لهذا وجدتنا أمام المؤسسة وليس داخلها. وأضاف محمّد أن عليه الانتظار الى بداية الشهر القادم ليتمكن من الترسيم بالمحضنة المدرسية التي رفضت ترسيمه لنصف شهر فقط. وطلبت من والديه ترسيمه بداية الشهر القادم.
الأولياء
تحدّثنا الى بعض الأولياء والمربين من بينهم مربية بمحضنة مدرسية ذكرت ان الفرحة بادية على التلاميذ والمربين والأجواء احتفالية بامتياز، إذ ذكر لها بعض الأطفال أنّهم استفاقوا باكرا للقاء أترابهم.
صور تذكارية
كذلك السيدة منية ولية وجدناها صحبة أولياء آخرين بصدد التقاط صور تذكارية لأبنائها خلال اليوم الاول من العودة المدرسية وهي عادة دأب عليها العديد من الأولياء تقول: «مازلت أقدّم لأبنائي الحلويات خلال اليوم الاول من الدراسة حتى تكون السنة حلوة. وألتقط لهم صورا تذكارية»، ولاحظت أن الاستعداد للعودة المدرسية انطلق منذ أيام وانتهى يوم أول أمس الأحد باللمسات الاخيرة على غرار اغتسال الابناء وذهاب بعض التلميذات للحلاقة لتصفيف شعرهن أو ترتيبه في المنزل واعداد الملابس والمحفظة والميدعة.
تمنياتنا بالنجاح
وسط تمنياتهما بالنجاح لكل التلاميذ ذكر الاستاذ سفيان والمربية وفاء بأن العودة المدرسية تمت هذا الصباح في ظروف جيدة ونظام جيّد في المدارس والمعاهد فكل تلميذ يعرف مسبقا مواعيد دراسته سواء كانت صباحا أم بعد الظهر. كما أن وسائل النقل العمومي متوفّرة بصفة عادية بعد تأجيل اضراب سائقي المترو، ما عدى بعض الغيابات في صفوف بعض المربين والتي سيتم تجاوزها خلال الايام القادمة... وتمنى المربون الذين تحدثنا اليهم كل النجاح والتوفيق لابنائهم التلاميذ الجدد منهم والقدامى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق