الجمعة، 24 فبراير 2012

المركز الوطني للتكنولوجيات في التربية:مرحلة جديدة لتطوير منظومة معلوماتية تربوية شاملة ومندمجة

تونس (تحرير امال المقنم )-اختارت تونس منذ نحو ثلاثة عقود تمشيا يهدف إلى تمكين المنظومة التربوية من الاستفادة من التحولات الجوهرية التي بدا يشهدها منذ تلك الفترة قطاع المعلومات والاتصال .
وقد أمكن لهذه التحولات ان تجد طريقها شيئا فشيئا نحو المدرسة التونسية خاصة بعد ظهور الوسائط المتعددة وتطور الحواسيب الشخصية والارتفاع الملحوظ لنسب الربط بشبكة الانترنات وانتشار استعمالها في مختلف الجهات .
كما أتاح هذا التمشي تجهيز كافة المعاهد الثانوية التونسية بمخابر وفضاءات للإعلامية مرتبطة بالشبكة العالمية إلى جانب توفير تكوين مهيكل للإطار التربوي والإداري في مجال التكنولوجيات الحديثة مع تسجيل حضور المحتويات الرقمية التونسية ضمن موقع الواب .
وبهدف تطوير قواعد المعلومات التربوية والشبكات المستحدثة للغرض وتحسين الخدمات عن بعد، تم إحداث المركز الوطني للتكنولوجيات في التربية وهي "مؤسسة عمومية ذات صبغة غير إدارية تتمتع بالشخصية القانونية والاستقلال المالي".
وأضحت هذه المؤسسة اليوم مركز امتياز في مجال إنتاج المحتويات البيداغوجية الرقمية وإدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في الميدان التربوي .
وأفاد السيد سليم قاسم المكلف بالاتصال في المركز الوطني للتكنولوجيات في التربية، ان هذه المؤسسة تجسد مرحلة جديدة ضمن مشروع تطوير وإدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في المنظومة التربوية.
وأشار إلى ان انجاز هذه المؤسسة مر بمراحل مختلفة، موضحا ان  المرحلة الاولى انطلقت سنة 1983 و1984 مع مركز بورقيبة للميكرواعلامية الذي شهد دخول اول الحواسيب لعدد من  المؤسسات التعليمية بصورة تجريبية، مع تنظيم اول العمليات في مجال تكوين الإطارات في هذا الاختصاص.
اما المرحلة الثانية، فقد كانت سنة 1990 حيث تم تغيير تسمية هذه المؤسسة لتصبح المعهد الوطني للمكتبية والميكرواعلامية.
وواكب هذا المعهد بداية انتشار الحاسوب الشخصي وظهور الانترنات ودخولها الى تونس سنة 1996 مع تجهيز المؤسسات وربطها بشبكة الانترنات. كما شهدت هذه الفترة ظهور محاولات أولى في الإنتاج الرقمي، مع إسداء تكوين في المجال للمربين والإطار الإداري والتربوي.
وأوضح سليم قاسم ان المركز الوطني للتكنولوجيات في التربية الذي انطلق منذ جانفي 2012 بمقتضى المرسوم الصادر بالرائد الرسمي في 31 ماي 2011 ، يطمح الى الانتقال بالمشروع الوطني لإدماج تكنولوجيات الاتصال في التعلم والتعليم الى مرحلة اكثر حرفية مع التركيز على تحسين الجودة ونسب التغطية بالحواسيب والخدمات ذات القيمة المضافة العالية.
وبين ان المركز الذي سيكون مقره الجديد جاهزا قبل موفى السنة الحالية، سيعزز بمركز بيانات (داتا سنتر) يحتوي على آخر المستجدات في تقنيات المعلومات .
كما سيعتمد على عدة موارد للطاقة وعلى وسائط التخزين المعلوماتية وكذلك على الربط بشبكة الانترنات الى جانب نظم البريد الالكتروني والموارد البشرية.
وسيوفر هذا المركز خدمات عن بعد لفائدة منظوري وزارة التربية من مدرسين وإداريين حول الإعلام الإداري والتسجيل عن بعد في مناظرات الارتقاء المهني والإعلان عن نتائج المناظرات .
وستوجه خدماته ايضا للتلاميذ والأولياء وسائر المستعملين حول الإعلام التربوي والتسجيل عن بعد في الامتحانات الوطنية والإعلان عن نتائجها.
وأشار المكلف بالاتصال، ان المركز حرص منذ إنشائه على بناء شبكة من الشركاء المحليين والدوليين من هياكل ادارية ومؤسسات عمومية وخاصة الى جانب جمعيات وطنية ومنظمات دولية على غرار الالكسو.
وافاد في هذا الصدد ان المركز تم اختياره لقيادة المشروع العربي لتطوير منهج التدريس وتوظيف تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعلم الذي سيغطي كامل المنطقة العربية ويجري تنفيذه على امتداد 3 سنوات بدعم من البنك الدولي.
وبخصوص مجالات نشاطه، يؤمن المركز يقظة استراتيجية تقنية وبيداغوجية تضمن له الاطلاع على مستجدات قطاع التجهيزات والتقنيات والاستعمالات، علما وانه يتصرف حاليا في اسطول يتجاوز الـ100 الف حاسوب موزعة على كافة المؤسسات التربوية (اكثر من 6000 مؤسسة )الى جانب المؤسسات الادارية على الصعيدين المركزي والجهوي.
واعتبارا لما يشهده هذا الاسطول من تطور مستمر على صعيد الاقتناءات والتجديد والصيانة، تم اعتماد برمجة معلوماتية للتصرف عن بعد تسمح بمتابعة جميع التجهيزات والوقوف على حالتها تيسيرا للتدخل المباشر والسريع عند الحاجة وضمانا للاستغلال الناجع والمثمر.
كما يجري حاليا تنفيذ مخطط لتوفير اجهزة عرض رقمية وسبورات بيضاء تفاعلية في كافة المؤسسات التربوية نظرا لما توفره  هذه التجهيزات من امكانيات بيداغوجية هامة من شانها مساعدة المدرسين على تأدية مهامهم على نحو افضل .
ويذكر ان المدارس الريفية الواقعة خارج نطاق تغطية شبكة الاتصالات تستفيد من زيارة حافلات مجهزة بحواسيب محمولة ووصلات عبر الاقمار الاصطناعية وشبكات داخلية لاسلكية ومولدات كهربائية.
وعلى مستوى الربط بشبكة الانترنات سجلت التكنولوجيات المعتمدة تطورا ملحوظا مع اتجاه في السنوات الاخيرة نحو اعتماد تقنية "ادياسال" لما تتيحه من سعة تدفق عالية ومن استقرار في جودة الخدمات المقدمة للمستعملين.
ويطمح المركز الوطني للتكنولوجيات في التربية الى التوجه أكثر فأكثر نحو مشاريع شراكة ثنائية او متعددة الأطراف تسمح بتبادل الخبرات والنتائج خدمة للناشئة ولضمان أفضل فرص النجاح لها في المستقبل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق