الثلاثاء، 17 يناير 2012

تونـــــــس - بومهل (معهد حي السلام) : الأساتذة في إضراب حضوري لغياب التجهيزات ووسائل الحماية

تونس ـ (الشروق)
الحديث عن معهد حي السلام بومهل التابع لولاية بن عروس يحيلنا الى التنويه بالنتائج الباهرة في الباكالوريا والأخلاق العالية التي يتحلى بها التلامذة والاطار التربوي غير أن هذه المزايا لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تغدو بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة.

لطالما تظلم الأساتذة عبر وسائط نقابية من نقائص كانت صغائر يمكن أن تُجبر ولكن التسويف الذي مارسته الوزارة وسلطة الإشراف في العهد البائد جعلها كبائر لا تبقي ولا تذر إن لم تسرع الحكومة الجديدة  من خلال هياكلها التربوية والجهوية في معالجتها.

فمعهد حي السلام متاخم لجبل بوقرنين ولا يفصله عنه إلا القنال وهو ما جعل ثغوره غير محمية فهي قِبلة العشاق والمنحرفين وأصحاب السوابق وقطاع الطرق وغيرهم ممن يهددون أمن جميع الأطراف المشكلة للمشهد التربوي في هذا الفضاء العلمي.

شاب وفتاتان يبيتون  بالمعهد!!!

في خضم ما تشهده البلاد من اعتصامات قد يتهيأ لقارئ العنوان أن الشاب والفتاتان قد باتوا في قاعة تغيير الملابس احتجاجا على أمر ما أوبحثا عن مسكن يلجأون إليه ولكن الحقيقة التي شاهدها تلامذة الثانية اقتصاد وتصرف صادمة ومخالفة لكل الاحتملات إذ فوجئوا صبيحة الاثنين على الساعة الثامنة وخمس دقائق عند دخول حجرة الملابس التابعة لقاعة الرياضة بوجود ضيوف غير مرغوب فيهم شاب أصيل بومهل وفتاتان في وضع مستراب كانوا قد استحضروا فراشا وأغطية وقوارير خمرة مما يوحي أنهم قد باتوا هناك وغلبهم النعاس فناموا ليلتهم  حتى أفاقوا على مقدم أستاذ الرياضة وتلامذته فما كان منهم إلا أن فروا  بمنتهى السرعة وسط ذهول الحاضرين.

الأسوار وقلة العملة في قفص الاتهام

علل السيد عمر العرباوي عضو النقابة الأساسية ببومهل الحادثة بافتقار المعهد إلى سور مرتفع حصين يمنع الغرباء من الدخول بيسر إذ تحول المعهد إلى مسرح لسائر أشكال التجاوزات فلا أحد في مأمن من الاعتداء الجسدي أو الأخلاقي ومما شجع هؤلاء على انتهاك حرمة المعهد افتقار المؤسسة إلى العدد الكافي من العملة والحراس

رفض تسييس المشكلة

عبر السيد لطفي العياري الكاتب العام المساعد للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي عن رفضه أي توظيف سياسي للحادثة سواء من الترويكا  أومن المعارضة فالمشكلة ينبغي أن تعالج في إطار نقابي وتربوي كما نبه محدثنا بأن ما وقع في معهد حي السلام بومهل يمثل عينة مما تعانيه العديد من المعاهد والمدارس الإعدادية من انتهاكات ستتصدى لها النقابة بكل الأساليب النضالية مع مراعاة التدرج في حالة عدم الاستجابة للمطالب المشروعة.

إضراب حضوري مدة يومين ونصف

دخل كل أساتذة حي السلام بومهل في إضراب حضوري امتد على يومين ونصف من مساء الثلاثاء إلى الخميس وقد أرجعت السيدة باسمة القصداوي الكاتبة العامة للنقابة الأساسية هذا الإجراء إلى الرغبة في إلزام سلطة الإشراف بتطبيق وعودها التي تؤكدها محاضر الجلسات السابقة وتنص خاصة على توفير التجهيزات اللازمة وتوفير أسباب الحماية للمعهد لا سيما الأسوار والعدد الكافي من العملة والحراس.

التلامذة في صف الأساتذة ...لكن!!

التقت الشروق بالعديد من التلامذة الذين عبروا عن مساندتهم المطلقة لمطالب الأساتذة لأنها تخدم مصلحتهم المعرفية والبيداغوجية والأخلاقية والأمنية وقد رفع بعضهم شعارات تستنكر الحادثة وتدعو إلى تحصين المعهد ضد هذه التجاوزات لكن في المقابل لم يخف البعض قلقهم لطول المدة التي استغرقها الإضراب مما قد يعطل السير الطبيعي للبرنامج.

 استعداد دائم لتعويض التلامذة ما فاتهم

أظهر جل الأساتذة تفهمهم لما يمكن أن يحدثه الإضراب المطول نسبيا من تعطيل للدروس لذلك عبروا عن استعدادهم كما تعودوا لتعويض التلامذة ما فاتهم من ساعات دون التخلي عن المطالب الشرعية التي يفترض أن تنكب سلطة الإشراف على معالجتها في أقرب الآجال.

المعتمدية تتخذ إجراءات عاجلة

ذكر السيد وليد عبيد معتمد بومهل أنه قد اجتمع إلى النقابة والإدارة وقام بجولة في المعهد فتأكد أن السور لا يتعدى ارتفاعه 30 صم وخشية أن تتعطل الإصلاحات التي تعتزم الإدارة الجهوية القيام بها فقد قرر اتخاذ إجراءات فورية تتمثل في الشروع في الترفيع من علو السور بالاعتماد على تمويلات من بعض الأولياء الذين عبروا عن الاستعداد للمساهمة في هذا «العمل الوقائي» والبقية سـتأتي في أقرب الآجال .
أحمد الزوابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق