الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

كلمة الأستاذ عبد اللطيف عبيد وزير التربية بمناسبة تسلّمه مهامّه من خلفه الأستاذ الطيب البكوش 26 /12/2011عشية الاثنين


بسم الله الرحمان الرحيم

                                                                                                                               أيها السادة الأكارم
                                                                                                                       أيتها السيدات الكريمات
                                                                                                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي، في البداية، أن أشكركم على حضوركم الكريم، وأن أتوجّه بالتحيّة والتقدير والاحترام إلى أخي وأستاذي وزميلي الأستاذ الدكتور الطيّب البكوش الذي كان لي شرف العمل معه طيلة سنوات عديدة والذي بذل في هذه الوزارة الموقّرة، وزارة التربية، وبالتعاون الوثيق مع كلّ العاملين فيها جهودا عظيمة طيلة عشرة شهور، فكان لهذه الجهود الدور الخيّر والحاسم في إنجاح السنة الدراسيّة السابقة رغم كلّ الصعوبات المعروفة وفي الوصول بالامتحانات المدرسيّة إلى برّ النجاة رغم المخاوف التي ساورت الكثيرين. ومن إنجازات وزارتكم أنها شرعت، بإشراف السيد الوزير الأستاذ الدكتور الطيب البكوش وبتعاونكم وتعاون كل المعنيين، في فتح ملفّ التربية وتدارس مختلف التعديلات والتجديدات التي يحتمها تطوّر الأوضاع والمستجدّات العلمية والتربوية وطنيا وإقليميا ودوليّا، فكان سعيكم والحمد الله مشكورا وفاتحة تشاور ينبغي أن يتواصل
وفي هذا الصدد لا يفوتني أن أنوّه بجهودكم وجهود زملائكم المربين والإداريين من كلّ التخصصات على الأصعدة المحليّة والجهوية والمركزية، وأن أشيد بالجهود الكبيرة أيضا التي بذلها زميلي وصديقي كاتب الدولة للتربية الأستاذ الدكتور حسن العنابي الذي تشرّفت أيضا بالتعرّف على شخصه الكريم وبالعمل معه في مدارس ترشيح المعلمين والمعلمات مند حوالي أربعين عاما
                                                                                                                             أيها السادة الأفاضل
                                                                                                                       أيتها السيدات الفضليات
إن الملف التربوي ملفّ وطني استراتيجي حسّاس جدّا، وإنّ بلادنا التي تعوّل على مواردها البشرية بالدرجة الأولى لَتُعلّقُ على العلم والمعرفة والتربية والتعليم أهمية كبيرة حتّى تواصل مسيرتها الحضارية وتحقّق التنمية الشاملة العادلة التي تعدّ هدفا رئيسيّا من أهداف ثورة الحريّة والكرامة والعدالة الاجتماعية
إنّنا مدعوّون جميعا إلى إنجاح السنة الدراسية وإلى إنجاح مختلف أنواع الامتحانات وفي مقدمتها الامتحانات الوطنيّة وأخصّ بالذكر منها امتحان الباكالوريا، بالإضافة إلى إعداد السنة الدراسيّة القادمة على أفضل الوجوه
أمّا إصلاح المنظومة التربوية فينبغي أن نواصله ونستمرّ فيه بناء على كلّ الجهود التي بذلتموها وانطلاقا ممّا توصلتم إليه بإشراف الأستاذ الدكتور الطيب البكوش 
وإصلاح المنظومة التربوية هو،في الحقيقة، أحد البنود الستة عشر التي تضمّنها بيان الحكومة الجديدة الذي ألقاه رئيسها المحترم الأستاذ حمادي الجبالي مساء الجمعة الماضي (23 ديسمبر 2011) أمام المجلس الوطني التأسيسي الموقّر. لقد جاء في هذا البيان : وفي إطار إصلاح المنظومة التربوية سنشرع في إدارة حوار وطني يشمل مختلف الأطراف، من مربين وأولياء وتلاميذ وجامعيين وقوى وطنية، حتّى نبلور نموذجا لتطوير منظومتنا التربوية، نعلي من خلالها من شأن العلم والمعرفة والبحث العلمي وروح الابتكار

ورغم أنّ الحكومة، كما قال السيد رئيس الحكومة في ردّه على ملاحظات السادة أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، ستركّز على معالجة أوضاع البلاد في مدة سنة أو أكثر قليلا، فإنّه بإمكانها أن تشرع من الآن في اتخاذ إجراءات تخصّ ملفّات إستراتيجية في مقدمتها التربية والتعليم  
إن إصلاح المنظومة التربوية لم يتوقف أبدا، وهو عمل لا ينتهي لأنّ التجديد والتطوير والتجويد من سنّة الحياة، ولأنّ التربية والتعليم ينبغي أن يكونا قاطرة التنمية والنهوض الحضاري. قال أحد أبطال السدّ للأديب الكبير محمود المسعدي الذي اقترن اسمه بأوّل إصلاح تربوي في عهد الاستقلال والذي نحتفل بالذكرى المئوية الأولى لميلاده :"لا تكون الطريق طريقا حتّى تكون بلا نهاية
إنّ تربية أبنائنا في كلّ الجهات ومن كلّ الفئات أمانة في أعناقنا جميعا، معلمين وأساتذة وقيّمين ومتفقدين ومرشدين وتقنيين وباحثين ومديرين وإداريين وعملة ونقابيّين. وإنّ التلميذ هو هدف عملنا جميعا، والأولياء هم سندنا، والمربّون هم عمادنا. وإننا في حاجة إلى دعم النقابات والأحزاب والمجتمع المدني والجمعيات والمنظمات التربوية 
أمّا أنا فإنّني أدرك تماما أن مقامي في هذه الوزارة الموقرة مقام قصير قد لا يزيد كثيرا على السنة الواحدة، لذا فإنني عاقد العزم على أن أكون، إن شاء الله، وفيّا لما أقسمت عليه من أداء الواجب الوطني بكلّ إخلاص وتفان وصدق ونزاهة، ولذلك أيضا فإني أمدّ يدي إليكم جميعا لنتعاون على البرّ والتقوى، ولنرضي ضمائرنا، ولنحقّق أهداف منظومتنا التربوية حتّى تكون في مستوى التضحيات الجسيمة التي بذلها التونسيون على مرّ الأجيال، ولنكون أيضا في مستوى تضحيات شهدائنا الأبرار 
وقبل أن أختم كلمتي يسرّني أن أتوجّه بالتحية والتقدير إلى الأستاذ محمد الهادي خليل الوزير الأسبق للتربية على حضوره الكريم الذي فيه شرف لي ولكم جميعا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  

هناك تعليق واحد: