الاثنين، 8 أكتوبر 2012

نقص فادح في عدد المعلّمين

الصحافة : «سجّلت خلال الأيام العشرة  الاولى من العودة المدرسية 25 اعتداءا خطيرا على الإطار التربوي بالمعاهد الثانوية فيما تم تسجيل أكثر من 5 آلاف إعتداء معنوي وجسدي خلال السنة المنقضية نتيجة غياب التنسيق الامني بين وزارة التربية ووزارة الداخلية» كان هذا ما صرّح به السيّد الأسعد اليعقوبي الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي خلال ندوة صحفية انتظمت بدار الاتحاد بمناسبة اليوم العالمي للمربي وحضرتها مختلف نقابات التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي وممثلين عن الفرونكوفونية الفرنسية للتربية والعالمية للتعليم.
وتحدث السيد اليعقوبي عن أن النقابة قدمت طلبا رسميا للإنضمام إلى العالمية للتربية بما أنها تدعم مبادئ ديمقراطية التعليم علاوة على دفاعه عن مجانية التعليم في بلادنا وقال نحن الآن انطلقنا في بداية السنة الدراسية هذه كأسوإ بداية على الإطلاق في تاريخ التعليم في بلادنا وذلك بالنظر إلى تشنج العلاقات بين الوزارة والنقابة في كثير من الحالات خاصة بعد تراجع وزارة الإشراف عن الاتفاقيات الممضاة.
وأشار خلال الندوة الصحفية أنّ المشهد التربوي يشهد حاليا حالة من الفوضى والغليان نتيجة تأخر تعيين الإطارات التربوية من أساتذة ومديرين حيث أن المؤسسات التربوية أصبحت مستباحة للعنف والفوضى في ظل غياب سلطة الوزارة وفقدان الأمن وأوضح في ذات السياق أن الوزارة أظهرت تعنتّها وتخاذلها في إصلاح المنظومة التربوية وتهميشها لقطاع حيوي يقوم على المعرفة والعلوم والمبادئ والقيم مشيرا إلى أن كل الأطراف حاليا تسعى إلى إنجاح الاستشارة الوطنية حول إصلاح المنظومة التعليمية.
نقص بالجملة في المربين
وغير بعيد عن المعاهد الثانوية فإن المدارس الاساسية للتعليم تشكو بدورها نقصا فادحا في الإطار التربوي حيث أفادنا السيد الطاهر ذاكر كاتب عام النقابة العامة للتعليم الأساسي وبلغة الأرقام أن نتائج عمليات الإنتداب تأخرت كثيرا هذه السنة والمتسبب في ذلك وزارة التربية حيث أنها تعتزم انتداب 1400 معلم وكذلك 1000 معلم سيتم انتدابهم من بين النواب والمتعاقدين وأوضح أن النقل التي تمت بداية السنة الدراسية الجديدة ساهمت كذلك في هذا النقص معتبرا أن أهم المناطق التي تشكو نقصا في المعلمين هي بنزرت بأكثر من 100 معلم وجندوبة وتطاوين وسليانة والمهدية بأكثر من 160 معلم ونابل وزغوان والقصرين والقيروان وصفاقس وزغوان مشيرا إلى أن أغلب الولايات يتجاوز نقصها المائة معلّم.
وطالب محدثنا بضرورة التعجيل باصدار النظام الأساسي الذي تم الإتفاق بشأنه بتاريخ 24 أوت الماضي والذي أحيل في سبتمبر 2012 إلى المصالح المختصة وضبط رزنامة لجلسات  التفاوض حول بقية الملفات العالقة وخاصة منها المتعلقة بالترفيع في منحة مستلزمات العودة المدرسية والفصل 35 من القانون التوجيهي الخاص بتكريس وجود الإبتدائية كمؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية تتمتع بالشخصية القانونية والاستقلال المالي والتخفيض في ساعات عمل معلمي التطبيق الأول على أن تكون دورية الجلسات بمعدل جلسة أسبوعيا وتعقد أول جلسة يوم 8 أكتوبر 2012 كما تلتزم وزارة التربية بايقاف اجراءات الخصم بعنوان أيام الاضراب المنفذ في 16 و30 و31 ماي الماضي الى ان يتم حسم هذا الملف بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل وبيّن أنه بناء على ما توصل إليه الطرفان باللائحة المهنية بتاريخ 28 اوت الماضي قرر الطرف النقابي تعليق الاضراب المقرر ليوم 4 اكتوبر المنقضي.
مؤاخذات في الجامعة
ومن جانبه اعتبر السيد حسين بوجرة الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ان توفير الأمن بالمؤسسات الجامعية أصبح ضروريا ولا يتطلب التأجيل نظرا لما حدث خلال الأيام المنقضية مشيرا الى الاعتداءات المتكررة داخل الحرم الجامعي وخاصة بثلاث مؤسسات بكل من القيروان وجندوبة وتونس ومنددا بدخول عناصر غريبة عن الجامعة حيث أكد في هذا الإطار أن الشهادات والتسجيلات الموثقة لدى الإطار الجامعي من عملة وموظفين وطلبة بكلية 9 أفريل بتونس سيتم تقديمها الى وزارة التعليم العالي لإثبات صحة هذا الكلام خاصة وأن بعض الصور تؤكد، حسب رأيه، نوعية السيارة ذات اللوحة المنجمية الواضحة والتي كانت تنقل عناصر غريبة ومسلحة الى الكلية..
كما انتقد المتحدث النقابي عن مسألة تراجع الوزارة في عديد الاتفاقيات المبرمة بينها وبين اتحاد الشغل مشيرا أن ذلك يؤدي الى فتح باب العنف وتغييب الحوار الجاد معتبرا ان الحوار بالنسبة إلى وزارة الاشراف هو بمثابة ربح الوقت لا غير.
وتطرح مسألة اصلاح التعليم الجامعي عدة عوائق تمثلت أساسا في تعنت الوزارة الاقدام عليها، حسب رأيه، ومشددا على تكوين لجنة بيداغوجية ووزارية ونقابية للخوض في هذه المسألة بكل جدية ويرى أن مسألة النقاب لن تكون أهم وأكثر قيمة من مسألة اصلاح المنظومة التعليمية الجامعية ويعتقد أنّ في ذلك تعتيما على المشاكل الحقيقية التي تكبل التعليم الجامعي حاليا.
وبدورهم فإن الاطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الاستشفائيون الجامعيون انتظروا كثيرا لانجاح الحوار مع سلطة الاشراف لتلبية مطالبهم حسب متحدث باسمهم خلال هذه الندوة الا ان الوزارة تمادت في التسويف والمماطلة مما دفعهم الى الدخول في اضراب مفتوح الى ان تتم تسوية مطالبهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق