الاثنين، 15 أكتوبر 2012

المعلمون على خط النار معتمد حرض سلفيين على أحدهم.. أخرى تتعرض لمحاولة اغتصاب ومعلمان رُمي بيتهما بالحجارة


الصباح : أحداث العنف شملت الفضاء التعليمي عامة بما في ذلك المدارس الابتدائية وايضا المعلمون لكن الملفت للانتباه ان بعض المدرسين يدفعون ضريبة افكارهم بدليل ما حدث لمعلم غرة اكتوبر الجاري حين تجمع عدد من المواطنين امام مدرسة صنهاجة حيث مقر عمله للمطالبة برحيله بدعوى انه كافر..

 هذه الحادثة التي وثقت في الصفحات النقابية اكدت ان المعلم المذكور تعرّض لاستفزازات كما افاد النقابيين انه وقع تهديده بالحرق..
وتجدر الاشارة الى ان المعلم المنعوت بالكافر كان قد تناقش في مواضيع مختلفة مع معتمد إحدى معتمديات احياء العاصمة.. النقاش دار في احدى دور الشباب فما كان من هذا المعتمد/الإمام الا أن شهر بالمعلم في صلاة الجمعة وقد اصبح المدرس في حالة نفسية سيئة وغير قادر على العمل رغم انه قدم شكوى ضد المعتمد بعد ان اصبح مستهدفا في هذه المدرسة.
مختل ومحاولة اغتصاب
معاناة المعلمين لم تتوقف عند هذا الحد فبالاضافة الى الاعتداءات على المؤسسات التربوية تعرضت مدرّسة بابتدائية بئر مسيكين من معتمدية بوحجلة وذلك يوم 10 اكتوبر الجاري إلى محاولة اغتصاب حيث اقتحم احدهم القسم واعتدى عليها وقبلها عنوة.. وقد تم القبض عليه وقيل انه مختل عقليا.
واشار الطاهر الذاكر كاتب عام النقابة العامة ان مثل هذه الحوادث ناتجة عن وضعية المدارس غير المؤمنة وغير المسيجة مما يجعل المعلمين والمعلمات في عديد المدارس معرضين للخطر حيث يقول محدثنا: «معلم صنهاجة تجند سلفيون للتشهير به والاعتداء عليه.. وزميلتنا ببوحجلة تفادت الأسوأ.. ان المعلمين والمعلمات في عديد المدارس عرضة للخطر وقد حذرنا من ذلك عديد المرات..»
الإطار التربوي ومسؤولية الوزارة
ولاحظ الطاهر الذاكر ايضا ان عديد الاعتداءات على المؤسسة التربوية والاطار التربوي سببها نقص المدرسين الذي تحدثت عنه الجهات النقابية منذ الصائفة مبرزا في الوقت ذاته ان الاولياء يغيب عنهم ان الوزارة مسؤولة عن هذا النقص فيردون الفعل على المدرسين اذ يقول كاتب عام النقابة العامة: «ما حدث منذ أيام في مدرسة 2 مارس ببوفيشة كان على خلفية النقص في المدرسين وقد وقع الاعتداء على المدرسة والمربين من قبل بعض الاولياء ووقع ايقاف العمل لفترة..».
اما الحادثة الأخرى فقد جدت الاسبوع المنقضي بمدرسة بورقيبة بالمرناقية حيث تعرض معلم وزوجته للهجومات في بيته على خلفية تقديم شكوى ضد مديرة المدرسة لدى الوزارة حيث يقول الطاهر الذاكر: «المعلم وزوجته يعملان بنفس المدرسة وكانا من بين المدرسين الذين طالبوا بمحاسبة المديرة وتقديم ملف للوزارة فنظمت حملة ضد المعلمين استهدفت الزوجين اللذين وقع الاعتداء عليهما بمنزلها ورمي بيتهما بالحجارة.. وقد تم ايقاف المديرة تحفظيا في انتظار احالتها على مجلس التأديب..
إضراب جوع ولكن..
كما اعترضت النقابة العامة للتعليم الأساسي مشكلة تمثلت في مطالبة ثلاث معلمات بابتدائية ماجل بلعباس (القصرين) بالنقلة وقد دخلت ثلاثتهن مؤخرا في اضراب عن الطعام بعد ان تجاهلت سلطة الاشراف مطالبهم وبالبحث عن الحقيقة تبين ان المعلمات الثلاث لا يمكن لهن الحصول على النقلة نظرا لضعف مجموع كل منهن وان حزبا سياسيا حاكما يريد استغلال الوضعية لفائدته قد كان وراء اضراب الجوع وهنا يقول الطاهر الذاكر «.. رغم ان المقاييس لا تنسحب على الزميلات الثلاث والمجموع المتحصل عليه لا يسمح بنقلة أيّ منهن فالنقابة قد راعت الجانب الانساني وتوصلت الى حل ووعدتهن بتمكينهمن من النقلة خلال يومين او ثلاثة لكن للاسف هناك من يصعد الوضع  عن طريقهن.. ونحن نرفض توظيف مشاكل زملائنا وزميلاتنا في مسائل لا علاقة لها بالتدريس..».



25 اعتداء على المعاهد والاعداديات
اقتحامات جماعية.. عنف والنقاب حاضر
تعدد الوقفات الاحتجاجية والاضرابات بالمؤسسات التربوية مرده تنامي ظاهرة الاعتداء على المدرسين والاطار التربوي.. وكذلك استباحة الغرباء للفضاء المدرسي..
لسعد اليعقوبي كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي بيّن  ان عدد الاعتداءات المصنفة بالخطيرة بلغ 25 اعتداء منذ بداية الموسم الدراسي حتى مفتتح الاسبوع المنقضي.. ومن بين هذه الاعتداءات الاقتحامات المسلحة في عدد من المؤسسات التربوية حيث يقول محدثنا: «الاضراب القطاعي في سلك التعليم المنفذ مؤخرا سببه الاعتداء على مدير أحد المعاهد كما عرفت عدة معاهد اقتحامات جماعية وعنفا وتهديدا وفوضى ونحن نندد بهذه الاعتداءات التي اصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المؤسسة التربوية».
وتجدر الاشارة الى ان النقابة العامة قد اصدرت برقية الى وزير التربية تعرب فيها عن تأييدها المطلق لكل التحركات التي يخوضها المدرسون بتأطير من هياكلهم النقابية..
ونددت البرقية في الآن ذاته بالصمت الغريب للوزارة حيال هذه الاعتداءات التي شملت عدة معاهد على غرار ما حدث منذ ايام في «الكبارية» و«ابن سينا» وكذلك هجمة بعض السلفيين على معهد الروحية اين تم ايقاف الدروس يوم الحادثة نتيجة الرعب الذي بثوه في قلوب التلاميذ.
ويذكر ان مدير معهد الروحية قد طبق القانون ومنع دخول تلميذة منقبة قبل الكشف عن وجهها اقتنعت بالحوار والتفاهم لكن فوجئ العاملون والتلاميذ في اليوم الموالي بهجوم المجموعة السلفية على المعهد.
ولاحظ كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي ان ظاهرة العنف تكاد تكون يومية اما الاسباب فهي مختلفة ولا علاقة لها بالقانون كنقل التلاميذ واحتجاجات على تطبيق القانون كمشكلة النقاب مثلما حدث في معهدين بالكرم وبن عروس على غرار الروحية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق