الجمعة، 31 أغسطس 2012

رصد 400 ألف دينار لترميم أقدم مدرسة بمدينة تالة

تالة – الصحافة 
 مدرسة فلسطين بمدينة تالة  أو «المكتب» كما كان  يطلق عليها  تلاميذها في العقود السابقة من القرن العشرين.. هي اقدم مؤسسة تربوية بكامل جهة القصرين  افتتحت ابوابها  يوم 11 سبتمبر 1897 لنشر المعرفة والعلم في كامل ربوع الوسط الغربي والمناطق الاخرى المجاورة ودرس فيها على امتداد تاريخها الطويل تلاميذ من كل  الشرائح بل وجنسيات مختلفة وخاصة الفرنسيين والاسبان والايطاليين والمالطيين والجزائريين الى جانب التونسيين طبعا ومن اتباع الديانات السماوية الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية وجلس في مقاعدها عديد المبدعين من أمثال الشاعر أبي القاسم الشابي، وكانت و ما تزال منارة علمية  لها دور  هام  في نشر الثقافة والعلوم في صفوف أهالي الجهة .
وتعتبر هذه المدرسة بطرازها القديم على طريقة البناءات  الاوروبية خلال القرن التاسع عشر واسطحها المغطاة بالقرمود الاحمر معلما معماريا فريدا وقع تصنيفه ضمن المعالم التاريخية للبلاد التونسية ورغم هذه الاهمية فانها لاقت طوال السنوات الاخيرة من العهد السابق الاهمال والتجاهل وقلة الصيانة مما جعل اغلب قاعاتها تصبح في حالة سيئة جدا وآيلة للسقوط ومهددة بالانهيار على رؤوس تلاميذها ومعلميها خاصة وان تالة معروفة بشتائها القاسي وتشهد سنويا نزول كميات كبيرة من الامطار وتساقط الثلوج  كان لها مع مرور السنين وقلة التعهد اثار سلبية على اسقفها وجدرانها مما جعل الاسرة التربوية بها تطلق اكثر من مرة صيحة فزع إلى كل السلطات المعنية  من اجل الاسراع بترميمها..
الى ان جاء الفرج بعد الثورة من خلال حرص المندوبية الجهوية للتربية على ضرورة التدخل العاجل لانقاذ هذه المؤسسة التربوية الرائدة ووضع صيانتها ضمن اهم اولوياتها مثلما اكده لنا السيد منور النصري المندوب الجهوي للتربية بالقصرين في لقاء جمعنا به منذ السنة الدراسية الماضية قال لنا فيه ان مدرسة فلسطين بتالة كانت في مقدمة اهتماماته منذ توليه مسؤوليته في مفتتح الموسم الدراسي 2011 / 2012 ولم يكن الامر سهلا لانه كان هناك احتمالات حسب الدراسات التي قام بها فنيو الوزارة  الأولى اعادة بنائها من الاول على اسس جديدة والثانية ادخال ترميمات جوهرية وشاملة عليها مع المحافظة على طابعها المعماري والتاريخي المميز .. وفي جلسة جمعتنا به اول امس الاربعاء قال لنا المندوب الجهوي للتربية انه تم الاختيار على الاحتمال الثاني رغم انه اكثر تكلفة وانطلقت الاشغال فيها باعتمادات تبلغ حوالي 400 الف دينار لاعادة تهيئتها بصفة كلية مع الابقاء على خصوصياتها و ستتواصل هذه العملية الى موفى شهر ديسمبر القادم لتكون جاهزة مع انطلاق الثلاثية الثانية من الموسم الدراسي الذي اصبح على الابواب وتبعا لذلك تم اتخاذ كل الترتيبات اللازمة خلال فترة الاشغال التي ستغلق فيها المدرسة حيث ستقع نقلة تلاميذ فصولها الـ 12 وعددهم 224  ومعلميها (16 مربيا) بصفة مؤقتة الى مدرسة الهادي شاكر المجاورة للدراسة بها خلال الثلاثية الاولى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق