السبت، 29 سبتمبر 2012

4500 حادثة عنف في 2011، 90٪ من مرتكبيها «حشّاشون» : مدارسنــــــــا فقدت قداستهـــــــــــا !

الشروق : حادثة العنف التي جدّت أول أمس بمعهد ابن سيناء الكبارية والتي تتكرّر يوميا بمدارسنا ومعاهدنا أعادت الى السطح ظاهرة خطيرة تهدّد مؤسساتنا التربوية خاصة وأن حالات الاعتداء تجاوزت في 2011 أكثر من 4500 اعتداء تم تحويل 1200 منها الى القضاء.


هذا ما ذكره كاتب عام نقابة التعليم الثانوي السيد لسعد يعقوبي، مضيفا أن هذه الظاهرة كانت موجودة في السابق لكنها بمعدّل سنوي لا يتجاوز ألف حادثة في حين قفزت هذه الاعتداءات الى أكثر من 4500 حالة وهي مرجّحة للتصعيد هذا العام، وذلك ـ حسب محدّثنا ـ «لضعف وزارة التربية الفادح في ايجاد الحلول كما لم تتخذ أي اجراء لدعم الامكانيات البشرية والمادية وتحسين ظروف العمل بالمؤسسات التربوية...».

أنواع العنف

ووضّح مصدرنا أن هناك 3 أنواع للعنف ضد المؤسسة التربوية، أوّلها تسبب فيه 1200 مدير تم اقصاؤهم في السنة الماضية وتعويضهم بمديرين انتدبوا عبر مناظرة. وقد عمد بعضهم الى تكوين عصابات للتحريض على الاعتداء على المؤسسة التربوية وهم يقفون ـ حسب محدّثنا ـ وراء كل عمليات الحرق والنهب التي طالت المؤسسات التربوية.ووراء كل هجوم جماعي عليها غير مبرّر.

المخدّرات

أما الصنف الثاني من الاعتداءات فتقوده العصابات المنظمة لتجارة المخدّرات التي تحوّلت الى ظاهرة متفشية بشكل ينبئ أن داخل المؤسسات التربوية هناك ترويج كبير للمخدرات ذلك أن 90٪ من التلاميذ الذين تم تحويلهم على المجالس التربوية بسبب الاعتداءات على المربين تبين أنهم كانوا في حالة سكر واضح أو من مستهلكي المخدّرات.

تشنّج

ويتمثل السبب الثالث في الاعتداءات على المؤسسات التربوية في ما يعيشه الوسط المدرسي من تشنّج ناتج عن غياب اصلاح المنظومة التربوية إذ تحوّلت المدارس الى فضاء للتعليم وليس التربية.

وينضاف الى هذا العامل بعد الثورة انتشار المخدّرات وعدم شروع وزارة التربية في الاصلاح ولم تطرح اي برنامج لتخفيف الضغط النفسي بالاضافة الى تراكمات السنوات الماضية كل هذا فجّر الوضع في المؤسسات التربوية.
وأضاف مصدرنا بأن نقص الاطار التربوي ونقص العملة ساهما في تعميق حالة التشنّج.

90٪ من مؤسساتنا مستباحة

ولاحظ كاتب عام النقابة أن 90٪ من مؤسساتنا التربوية مستباحة نهارا من المعتدين على الاطارات  التربوية وليلا من المخمورين والمنحرفين وروّاد الليل فهي فضاءات «للتربية نهارا ولقلة التربية ليلا».

ولاحظ محدّثنا أن الاعتداءات التي كانت تحدث في المدارس في السابق من الصنف الثالث الذي يعود الى التشنج وغياب الحوار وقد بلغت في 2010 الى حد ارتكاب جريمة قتل اذ قام تلميذ لا يتجاوز 12 سنة في قفصة بقتل زميله وكذلك جريمة أخرى بمكثر، وهي حالات عنف شديدة بسبب غياب الحوار والفراغ الذي تعيشه المؤسسة التربوية.

زيارة فولكلورية

واستغرب مصدرنا من تواصل عدم اصلاح المنظومة التربوية وعدم آداء وزير التربية سوى لزيارة وحيدة لمؤسسات تربوية يوم العودة المدرسية وذلك منذ توليه منصبه وأضاف أنها زيارة فولكلورية للاعلان عن انطلاق سنة دراسية لم تنطلق فعليا الى حد الآن بسبب الشغورات وبسبب تواصل الاشغال في عدّة مؤسسات تربوية وعدم انتهاء المقاولين من أشغالهم والغريب أن  الوزارة تسند اليهم صفقات جديدة وتجد لهم الاعذار لعدم قدرتهم على الايفاء بتعهّداتهم في الوقت المحدّد.

كما استغرب نفس المصدر من سرعة صدور الأحكام عندما تكون متعلقة بالمربين على غرار قضية أريانة وبن عروس خاصة منها المرفوعة من رموز الفساد في حين أن القضايا التي رفعها المربّون تسير في نسق بطيء... إذ تم الحكم في بعضها لكن نسق الأحكام وطبيعتها لا تؤشر بالجدية عكس القضايا المرفوعة ضد المربي.

تجاذبات سياسية

والخطير حسب محدّثنا أن تتجاوز المؤسسات التربويةمرحلة العنف المدرسي وتتحول الى فضاء تجاذبات سياسية واديولوجية وذلك في حال أصرت أن تكون الوزارة هي الطرف الوحيد في عملية الاصلاح الشكلي الذي تم الاعلان عنه، وهو مواصلة للاصلاح الذي أعلنه بن علي.

ودعا مصدرنا الأولياء والمجتمع المدني والرأي العام الى عدم الاستقالة مما يحدث في المؤسسات التربوية من عنف ولام المجلس التأسيسي لعدم مناقشة هذه القضايا الهامة.
كما دعا الى احداث مجلس أعلى للتربية يكون بمثابة رقيب للالتزام بمشروع الاصلاح التربوي، لذلك تطلق النقابة يوم 5 أكتوبر استشارة وطنية تستهدف 70 ألف مرب ومتفقّد للنظر في كل مفاصل الاصلاح لصياغة المشروع الذي ستساهم فيه في مرحلة ثانية بقية مكوّنات المؤسسة التربوية لتطلق في آخر ديسمبر مبادرة المؤتمر الوطني للاصلاح التربوي وسيتم المطالبة بدسترته...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق