السبت، 8 سبتمبر 2012

جاهزيّة المدارس للعودة: بين تطمينات الوزارة وتشكيك الطرف النقابي


الصباح : تعددت منذ فترة تصريحات الهيكل النقابي الممثل لمعلمي الإبتدائي حول عدم جاهزية عديد المؤسسات التربوية لموعد 17سبتمبر من حيث نقص الإستعداد المادي وانعدام الظروف اللائقة باستقبال التلاميذ في غياب الصيانة اللازمة وفقدان مقومات السلامة على مستوى البناءات في عدد من المدارس بحكم تقادم البناءات وتداعي جدران بعضها للسقوط إلى جانب الحالة الرثة للتجهيزات داخل القاعات.

المآخذ لا تتوقف عند هذا الحد بل تجاوزها الطاهر ذاكر كاتب عام النقابة إلى النقص المسجل في إطارات التدريس بإعلانه في تصريحات سابقة لـ"الصباح" أنّ الإنتدابات المبرمجة والتي لم تفعّل قبل أيام من العودة ستضع آلاف التلاميذ في التسلل وبالتالي فإن الشغورات ستشكل ظاهرة بارزة ستعرقل انطلاقة الدروس في العديد من الأقسام . ورغم هذه المآخذ تم التأكيد على عزم المعلمين إنجاح العودة وعدم الزج بقضاياهم ومطالبهم المهنية في خضم التجاذبات مع الإدارة.
في الطرف الآخر ومن جانب وزارة  التربية، بدت لهجة التطمينات غالبة على تصريح المسؤول الإعلامي الذي قلل من حجم المخاوف واعتبرأنها تستند إلى وهم أكثر منه يقينا مؤكدا أن استئناف الدروس سينم في ظروف عادية شبيهة بالسنوات السابقة  وأضاف بأن جاهزية المدارس لاستقبال التلاميذ يوم 17سبتمبر ستكون في أقصى درجاتها بعد أن بلغت الاستعدادات داخل المؤسسات التربوية ذروتها على شتى الأصعدة والمجالات.
وأورد بأن فرقا من إدارة التجهيز والصيانة تجوب منذ أيام المؤسسات للوقوف على النقائص وتشخيص مجالات التدخل.  لكنه لم يخف في المقابل إمكانية تسجيل بعض الثغرات على مستوى سد الشغورات على صعيد إطار التدريس بسبب التأخير الخارج عن نطاق الوزارة -على حد تعبيره- في تنفيذ برنامج الإنتدابات. وقدّرمصدرنا أن تجاوز الإشكال لن يتجاوز الأسبوع وطمأن بأن الوزارة تعمل على معالجة وإحتواء كل إشكال كما يحصل في كل عودة دراسية. مشيرا إلى أنه مهما بلغت درجة الإجتهاد ذروتها لتوفير أوفر أسباب النجاح للعودة المدرسية وسير الموسم الدراسي تبقى بعض النقائص قائمة لكنها لن تؤثر على انطلاق الدراسة في ظروف طبيعية ومعتادة.
وفيما تتجه أنظار العائلات للعودة وتأمين مصاريفها الباهظة، وفي الوقت الذي نأمل أن تكون المؤسسات التربوية قد نزعت عنها لباس الراحة وانبرت تدبر شؤونها وترتب بيتها الداخلي استعدادا لموسم  دراسي جديد حري بنا التساؤل عن أوجه التجديدات البيداغوجية المنتظرة لهذه السنة والإجراءات التي قد تغير من البرامج أو السياسات التربوية المنتهجة. غير أن ما توفر من معطيات يفيد بأن إيقاع العودة هذه السنة سيكون تحت عنوان الإستمرارية حيث لم يحسم إلى هذه اللحظة وبشكل رسمي القرارالخاص بالتخلي عن 25بالمائة في احتساب معدل إمتحان البكالوريا.
وكذلك الشأن بالنسبة للإبقاء على إختبار "الباك سبور" أوإلغائه لتواصل التشاور حول هذه المسائل وغيرها من التوصيات والتوجهات الإصلاحية للمنظومة التربوية صلب لجان تشكلت بحر هذه السنة رغم أنه سبق للجان مثيلة لها بالإنكباب على ذات القضايا بالدرس والتقييم في عهد وزير التربية الطيب البكوش.
كما أن استشارات عدة استهدفت الأسرة التربوية وأبدت فيها رأيها وموقفها من عديد الملفات التربوية البارزة قبل الثورة ولا نخال أنها لا تعكس حقيقة تطلعات المربين وغيرها من المشاغل التربوية.
وكان بالإمكان الإستئناس بأهم ما توصلت إليه من نتائج وتوجهات بناءة  مع تعميق النظر والرأي فيها ربحا للوقت وإسراعا بخوض معركة إصلاح المنظومة التربوية ورفع تحدياتها.
إذن، أن تكون جل التوصيات ومطالب الإصلاح عالقة يعني أن العودة المدرسية الجديدة ستتخذ منحى المواصلة  دون تغيير أو مراجعة تذكر على مستوى التجديد البيداغوجي. فلا عودة متوقعة هذه السنة إلى إمتحان"السزيام" كمحطة  تقييمية إجبارية تتوج مرحلة تعليمية أساسية. ولاعدولا ولاحتى تعديلا أو تطويرا لنظام الكفايات الأساسية الذي طالما انتقده المربون والأولياء باستثناء التمادي في  إعتماد آلية الإرتقاء بالإستحقاق لتلاميذ الرابعة إبتدائي بعد أن شمل في محطات سابقة السنوات الأولى والثانية والثالثة.
وهكذا سيشهد  الموسم الدراسي مواصلة في تطبيق إجراءات التدرج في نظام الإرتقاء والإسعاف بالنجاح.وقد صدر مؤخرا المنشور المنظم لشروط النجاح والتقييم والإسعاف وتم نشره بالموقع الإلكتروني لوزارة التربية.
على كل تبقى العودة المدرسية حدثا وطنيا بارزا تنتظر حلول موعده جل العائلات التونسية. ويمثل نجاح انطلاقته نجاحا لكل تونسي.
فلتكن عودة موفقة في كل مؤسسة .وليعمل الجميع إدارة وهياكل نقابية على تذليل عقبات التفاوض والتحاور وإذابة جليد الإختلاف في الآراء والمواقف لتكون أجواء العودة نقية من كل المشاحنات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق